اليوم ٩: تحدي بنفسج ل١٠٠ يوم من الكاتبة


ارتمت بين ذراعيه و توسدت حضنه لتلتقط آخر انفاس عمرها. و تحدثت من تحت حجاب التجاعيد و طلبت منه ان يحدثها عن ذكريات عمرهم الذي قضوه سوية و يقص عليها قصتهم للمرة الاخيرة.

حدثها قائلا.

“بين تلك الجدران الذهبية
بين تلك السكك
تلك الفرجان
على الرمال الحارقة
كنا نلتقي و نعيش حلم الطفولة.
نتزاحم تحت شمس الظهيرة.”

تخللت أصابعه أصابعها و اكمل:

“هل تذكرين
هل تذكرين ملمس الرحى
هل تذكرين قسوة الحبال
هل تذكرين عمرا مضى
و مضى من غير ان يُرى

هل تذكرين حبيبتي تلك الأحاديث القديمة

كيف ان فارسك المغوار امتطى ظهر السفينة

هل تذكرين لقائنا بعد البعد كيف كان

هل تذكرين قصص البحار التي اتيت بها من زمان

هل تذكرين المخاطر التي سردتها عليك يوما مضى.

هل تذكرين.”

و توالت الذكريات على لسانه و تدفقت القصص و الدموع. و تسارعت الساعات و مضت في عجل نحو الصباح. و افاقت الدنيا تبكي على حب توارثت قصصهم الأجيال.